أخبار الحركةبيانات و توضيحات

بيان الى الرأي العام

بيان الى الرأي العام

تشير بوصلة الأحداث في شرق وشمال شرق سوريا، سيما في أرياف محافظة دير الزور، والريف الشمالي لمحافظة الحسكة، إلى أن الوضع الميداني يسير باتجاه المزيد من التأزم والتعقيد، وذلك على خلفية بعض الخلافات البينية ضمن مكونات قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كان الوجه المراد إظهاره للخلاف أنه صراع بين مكونات قسد من الكُرد والعرب، فإن الوقائع تشير الى أن الصراع في حقيقته يجري بين الدول صاحبة النفوذ في تلك المناطق، سيما بين القوات الأمريكية التي تحاول القضاء على النفوذ الإيراني المتنامي، والسيطرة على الممر البري الذي يوصل طهران بدمشق، وبين الميليشيات الإيرانية التي باتت تتحكم لوجستياً بمقدرات تلك المناطق، فإيران الآن تحتفظ بأكبر وأخطر قاعدة عسكرية لها خارج ايران وهي “قاعدة الإمام علي” الواقعة جنوب مدينة البوكمال باتجاه البادية، وتمتدّ على ما مساحة تقارب 20 كيلومترًا، وترتبط بقاعدة “تي فور” التي تبعد عنها 300 كيلومتر عبر الطرق الصحراوية، والتي تضم الى جانب ذلك منشآت عسكرية إيرانية أخرى.

فالمحاولات اليائسة التي يقف خلفها بعض الجهات الشوفينية من بقايا أزلام النظام وغيرهم، والتي تحاول تأجيج الصراع وتوفير أجواء الفتنة، وضرب مكونات المجتمع السوري بعضها ببعض، واستغلال وترويج ذلك على أنه صراع بين الكُرد والعرب سوف لن تلقى لها أذاناً صاغية، فلا قوات قسد تمثل الجانب الكُردي في شيء، ولا حتى بعض القوى العشائرية العربية المدعومة من النظام تمثل الجانب العربي في شيء أيضاً.

لهذا فإننا في حركة البناء الديمقراطي الكُردستاني – سوريا في الوقت الذين ندين فيه كل أشكال الاقتتال والفتنة بين السوريين، ندعو في نفس الوقت الأطراف المتحاربة إلى ضبط النفس واللجوء الى لغة الحوار للوصول الى هدنة ترضي الجميع، ولندَع ما للدول من مصالح لتلك الدول، ونؤكد في الوقت ذاته على عدم التسويق لمسببات الفتنة والاقتتال بين المكونين العربي والكُردي، أو الدفع بهذا الاتجاه، فالجهات التي ترمي الى هذه الحالة تهدف بالدرجة الأولى الى إجهاض الجهود الدولية المناهضة للنفوذ الإيراني في سوريا.

في 2 أيلول 2023

حركة البناء الديمقراطي الكردستاني – سوريا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى