أخبار الحركةبيانات و توضيحات

بلاغ صادر عن اجتماع الهيئة القيادية المؤقتة

حركة البناء الديمقراطي الكُردستاني – سوريا

16 أيلول 2024

بلاغ صادر عن اجتماع الهيئة القيادية المؤقتة

عقدت الهيئة القيادية المؤقتة لحركة البناء الديمقراطي الكُردستاني – سوريا اجتماعها الأخير في أواسط شهر أيلول الجاري، وقد تناول الاجتماع مجمل القضايا السياسية والتنظيمية الواردة في جدول أعماله.

ففي الجانب التنظيمي قيّم الاجتماع عملية عقد مؤتمرات الدوائر التنظيمية في مجمل المواقع في الداخل والخارج، حيث تم إنجاز العملية بسلاسة ونجاح كان أساسه ومبعثه الشعور العالي لدى رفاق ورفيقات الحركة بالمسؤولية وحرصهم/ن على نجاح التجربة، وكذلك الآليات التنظيمية المعتمدة لعقد مؤتمرات الدوائر التنظيمية. وبذلك تكون جميع دوائر ومنظمات الحركة قد انتخبت قياداتها المحلية واختارت حصصها لعضوية المجلس المركزي، ليقوم بدوره في قيادة الحركة حتى الدورة الانتخابية القادمة وبموجب صلاحياته المنصوص عليها في النظام الداخلي. وعلى هذا الأساس تعلن الهيئة القيادية المؤقتة انتهاء عملها بعد إنجازها لمهامها المنوطة بها وتكليف اللجان المتخصصة التابعة لها بتسيير الأعمال ريثما يتولّى المجلس المركزي المنتخب مهامه.

وفي الجانب السياسي توقّف الاجتماع على آخر المستجدات المحلية والإقليمية، حيث أبدى قلقه من الأوضاع المحلّية المتردية على مختلف الصعد، إذ تتفاقم الأزمة المعيشية وتلقي بالمزيد من الأعباء على الطبقة الفقيرة التي تتوسع دائرتها على حساب الطبقة المتوسطة بينما يتربّع تجار الحروب والدماء على عروش الأموال التي يجنونها بالتشارك مع سلطات الأمر الواقع التي بدورها لا توفّر وسيلة إلا وتستخدمها لتعميق الأزمة ودفع السكان وخاصة الفئة الشابة إلى العمل في خدمتها أو الخروج من البلد ومواجهة مخاطر الهجرة والتشتت.

وتابع الاجتماع مجريات الأحداث المحلية والهجمات العسكرية في مناطق من دير الزور ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من قبل ميليشيات تحسب نفسها على بعض العشائر هناك لكنها في حقيقتها موجّهة ومموّلة من قبل النظامين السوري والإيراني لمواجهة النفوذ الأمريكي الذي يمثله (قسد)، ورأى الاجتماع أن الإفراج عن محتجزي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يزيد من قوة تلك الميليشيات ويتسبب بالمزيد من القلاقل الأمنية، إلاّ أنها لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها في الظرف الحالي ووفق المعطيات المتوفرة.

كما أبدى الاجتماع قلقه من إصرار «الإدارة الذاتية» على إجراء الانتخابات المحلية رغم التهديدات الإقليمية والموقف الدولي الرافض ورغم عدم توافر الشروط المحلية لمثل تلك الانتخابات. وفي هذا السياق شدّد الاجتماع على ضرورة إنجاز توافق محلّي وخاصة في نطاقه الكُردي، من خلال حوارٍ تشارك فيه القوى السياسية الحقيقية الموجودة على الأرض والحريصة على إنقاذ الشعب وإيصاله إلى برّ الأمان عبر بناء حكم محلّي مرحلي يعبّر عن حقيقة هويّة وتطلّعات أهالي المنطقة ويمنع الذريعة عن مصادر الاعتداءات والتهديدات الإقليمية ويؤسس لبنية مستقرة أمنياً وسياسياً واجتماعياً على الصعيدين المحلي والإقليمي، كما يؤسس لقاعدة تتيح إعادة البناء وتوفير المناخ الاستثماري والتناسق مع التوجهات الدولية.

كما تابع الاجتماع المستجدات على الصعيد السوري عموماً واستمرار سلطات الأمر الواقع في سياسات النهب والقمع وارتكاب جرائم الحرب وانتهاك حقوق الإنسان، وبهذا الصدد أعرب الاجتماع عن إدانته الشديدة لما تعرضت له قرية كاخرة بمنطقة عفرين يوم أمس حيث تعرض أهلها من نساء ورجال إلى العنف الوحشي من قبل ميليشيا “سليمان شاه” نتيجة اعتراضهم على سياسات النهب وفرض الأتاوات والاعتقال والتعذيب بحقهم، كما أكد على ضرورة حماية المنطقة دولياً وإخراج جميع الميليشيات منها وترك إدارتها لأهلها. وأثنى الاجتماع على الحراك السلمي الذي تشهده السويداء منذ أكثر من سنة والذي تطور إلى حالة سياسية منظمة ومؤهلة للانتقال بتلك المنطقة إلى شاطئ الأمن والاستقرار. كما استنكر الاجتماع استمرار النظام في تعنته ورفضه للحلّ السياسي وفق القرارات الدولية وتعيين شخصية معاقبة دولياً لرئاسة الحكومة والتملص من الاستحقاقات الوطنية والإقليمية والتهرب من قرارات المنظمات الدولية الحكومية الإقليمية والعالمية التي تضم سوريا في لائحة عضويتها.

وعلى الصعيد الإقليمي قيّم الاجتماع زيارة الرئيس الإيراني الجديد إلى العراق وإقليم كوردستان بشيء من التفاؤل الحذِر، حيث تأتي هذه الزيارة في ظل محاولات بغداد للتوسط بين الجانبين السوري والتركي والتي يبدو أنها لن تتمخض عن النتائج التي يرغب الجانب التركي فيها، كما تأتي الزيارة في مرحلة انتخابية قلقة يشهدها إقليم كوردستان إن على صعيد التنافس الحادّ بين كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني أو على صعيد المشاكل الداخلية التي تعصف بالأخير والتي قد تؤثر على نتائج الانتخابات وتغيّر في شيء من التوازنات المحلية. إلا أن المرجو من تلك الزيارة هو أن يكفّ الجانب الإيراني عن استهداف إقليم كوردستان وجعله دريئة يفرّغ فيها شحناته بدلاً من مواجهة إسرائيل التي تضرب أجنحة إيران ليس فقط في قطاع غزة بل في كل من سوريا ولبنان وحتى اليمن.

ورأى الاجتماع أن الأوضاع الدولية تشهد حالة من مراوحة الصراعات في أماكنها دون توافر مساعي جدّية لإيجاد الحلول لها، كما أن الدور الأمريكي يشهد مرحلة من السبات النسبي في انتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية القريبة القادمة وما يمكن أن تغيّر نتائج تلك الانتخابات بالنسبة للملفات الدولية عموماً وقضايا منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

في 16 أيلول 2024

الهيئة القيادية المؤقتة
لحركة البناء الديمقراطي الكردستاني – سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى