أخبار الحركةبيانات و توضيحات

البيـان الختامي للمؤتمر العام لحركة آزادي الكُردستاني في سوريا

عقدت حركة آزادي الكُردستاني في سوريا مؤتمرها العام الثالث عشر في مدينة كوباني يوم السابع من شباط 2025 بحضور ومشاركة مندوبين عن الدوائر والمجالس التنظيمية للحركة من مختلف مناطق كُردستان سوريا وكذلك من إقليم كُردستان العراق وتركيا ولبنان ومختلف الدول الأوروبية، وذلك تحت الشعارات التالية:

  • بناء دولة اتحادية تعددية ديمقراطية.
  • الإقرار الدستوري بالهوية القومية للشعب الكُردي في سوريا.
  • نبذ خطاب الكراهية وصيانة السلم الاهلي.
  • إنجاز مرجعية قومية كُردية شاملة التمثيل لكامل جغرافية كُردستان سوريا.
  • وقف الحرب على كامل مساحة سوريا، بما في ذلك الاعتداءات التي تستهدف مناطقنا.

وجرت وقائع الجلسة الافتتاحية وسط حضور سياسي واجتماعي وإعلامي كبير، إذ حضرها ممثلو عدد من الأحزاب الكُردية ووجهاء المجتمع المحلي وشخصيات من نخب المنطقة، حيث بدأت بالوقوف دقيقة صمت على الأرواح الطاهرة التي ضحت في سبيل الحرية، وبالنشيد القومي «ey reqîb»، ثم ألقى العديد منهم كلمات قيمة رحبت بانعقاد المؤتمر العام للحركة على أرض الوطن وفي مدينة كوباني تحديداً وما تعنيه من رمزية ليس فقط على الصعيد الوطني بل أيضاً على الصعيد العالمي بما شكلته من قلعة اندحر على أسوارها قبل عشرة أعوام أعتى تنظيم إرهابي واجهه العالم، كما أشادت الكلمات بالدور الذي تلعبه الحركة على الصعيدين القومي والوطني مؤكدة على ما يواجهها من مهام تبدأ بالعمل على لم الشمل الكُردي والالتفاف حول مرجعية تمثل الكُرد وتصون هويتهم وحقوقهم كمكون وطني أساسي في مرحلة التحول التي تشهدها سوريا. وسبق ذلك كلمة رئيس الحركة التي رحب فيها بالضيوف والمندوبين مؤكداً على ضرورة تعزيز الصف الكُردي وتوحيد موقفه في مواجهة التحديات الراهنة والتهيُّؤ لمختلف الاحتمالات التي يمكن أن تشهدها الساحة الإقليمية عموماً والساحة السورية على وجه الخصوص.

وبعد انتهاء مراسم الجلسة الافتتاحية تم توديع الضيوف الكرام ليستأنف مندوبو المؤتمر العام ما تبقى من جدول أعماله، فتم انتخاب لجنة لإدارة المؤتمر، ومن ثم التأكد من حضور مندوبي كافة الدوائر واكتمال النصاب القانوني. وبعد كلمة مقتضبة من رئيس الحركة تمت المصادقة على نتائج مؤتمرات الدوائر وما شهدتها من انتخابات وتشكل على إثرها المجلس المركزي للحركة، ثم تمت مناقشة كل من وثيقتي النظام الداخلي والبرنامج السياسي المطروحتين من قبل اللجنة التحضيرية وتم إقرارهما بالترتيب، كما تقرر تغيير اسم الحركة من «حركة البناء الديمقراطي الكُردستاني – سوريا» إلى «حركة آزادي الكُردستاني في سوريا» كامتداد للنضال الذي خاضه حزب آزادي الكُردي في سوريا.

وعلى الصعيد السياسي ناقش المؤتمر العام العديد من القضايا الهامة التي تهم الشعب الكُردي في سوريا والمنطقة بشكل عام، مستعرضاً الأوضاع السياسية في المنطقة، ومؤكداً على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية والتعاون بين جميع مكونات المجتمع السوري لتحقيق السلام والاستقرار، حيث توقف المؤتمر العام على ما تمر به المنطقة من أحداث وما تشهده سوريا من تحولات مفصلية، إذ شكل سقوط نظام البعث ودكتاتورية الأسد نقطة مضيئة في تاريخ سوريا الذي شهد عقوداً طويلة من الظلم والاستبداد لم يسلم من مآسيه أي من السوريين أفراداً وجماعات، كما لم يسلم من مخاطره وتدخلاته التدميرية أي من دول الجوار الإقليمي، لذا فإن سقوطه شكل مبعث أمل للسوريين جميعاً ولدول المنطقة والعالم عموماً لما يشكل الموقع الجيوسياسي لسوريا من أهمية إقليمية ودولية، فتزامنت الجهود الوطنية مع الجهود الإقليمية والدولية للانتقال بسوريا إلى مرحلة جديدة أساسها السلم الداخلي وما يتطلبه من مقومات تضمن الانتقال بسوريا إلى دولة اتحادية تعددية ديمقراطية تحفظ أمن مواطنيها وتصون حقوق الإنسان وكذلك الأمن الإقليمي بما يتضمنه من مصالح متشابكة لا يمكن للسوريين تجاهلها أو القفز فوقها. وشدد المؤتمر على العمل على تعزيز العلاقات مع القوى الديمقراطية السورية وبناء شراكة حقيقية معها، لضمان حلّ سياسي عادل وشامل للأزمة السورية، يحقق تطلعات جميع السوريين، ورفض التدخلات العسكرية الإقليمية في الشأن السوري واحترام سيادة سوريا، وضمان حقوق جميع المكونات وفق دستور يصنعه السوريون ويضمن التوافق الوطني الذي يحقق مصالح الجميع دون استثناء وبغض النظر عن الاختلاف القومي أو اللغوي أو الاثني أو الديني أو المذهبي أو الطائفي، ويضمن كذلك فصل الدين عن الدولة وفصل السلطات والمساواة بين الجنسين والضمان الاجتماعي.

وتداول المؤتمر العام بشكل خاص الشأن القومي الكُردي في سوريا، مؤكداً على المبادئ الأساسية للحركة والتزامها بالنضال السلمي والديمقراطي من أجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة للشعب الكُردي في سوريا، ضمن إطار دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مكوناتها، مؤكداً على أهمية الحوار والتعاون مع جميع الأطراف لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الكُردي ولجميع السوريين، داعياً إلى تكثيف الجهود الرامية إلى توحيد الصف الكُردي، وتعزيز التنسيق بين القوى السياسية الكُردية على أسس مشتركة، بعيداً عن المصالح الضيقة والتجاذبات الإقليمية، وموصياً بضرورة تكثيف الجهود على المستوى الدولي لشرح معاناة الشعب الكُردي في سوريا، وكسب المزيد من الدعم لقضيته العادلة، ومتابعة ملف المعتقلين والمفقودين والعمل مع المنظمات الدولية لكشف مصيرهم وفضح الانتهاكات المرتكبة بحقهم.

وأثنى المؤتمر على الدور الهام الذي يلعبه الرئيس مسعود بارزاني في تقريب وجهات النظر وتوحيد الصف الكُردي، كما أشاد بالدور المهم لقائد قوات سوريا الديمقراطية السيد مظلوم عبدي في هذا المجال، حيث أكد المؤتمر على ضرورة مواصلة هذه الجهود وتجاوب جميع الأطراف المعنية معها لإنجاز مرجعية كُردية يعود إليها إنجاز التمثيل السياسي الكُردي وصنع القرار السياسي الكُردي السوري المستقل بعيداً عن التبعية وعن أية إملاءات لأية جهة كانت.

وأدان المؤتمرون الاعتداءات التي تستهدف مناطقنا وخاصة على جبهة قره قوزاق ومنشأة سد تشرين الحيوية المهددة بالدمار وما يمكن أن ينجم عن ذلك من تداعيات كارثية على الصعيد الإنساني، كما أبدوا وقوفهم مع المدافعين عن هذه المناطق مؤكدين على ضرورة حمايتها من الاعتداءات من أية جهة كانت، وكذلك ضرورة خروج الفصائل المسلحة من مناطق عفرين وسريكاني وگريسپي ليتمكن أهلها النازحون من العودة إلى ديارهم وينتهي الوضع المأساوي في تلك المناطق لجهة الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها تلك الفصائل.

وفي ختام أعماله، يتقدم المؤتمر بالشكر الجزيل للأحزاب والشخصيات وجميع الضيوف الذين لبوا دعوتنا لحضور جلسة افتتاحه وخاصة تلك الكلمات التي أغنت محتواه وشكلت حافزاً لإنجاحه، كما يتقدم بالشكر لإدارة المنطقة وعناصرها الأمنية التي حرصت على حماية مكان المؤتمر وأمن الحضور.

كما يجدد المؤتمر العهد على مواصلة النضال حتى تحقيق الحرية والعدالة لشعبنا، ويهيب بجميع أعضائه وأنصاره إلى التكاتف ورص الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة، خدمةً للقضية الكُردية ولسوريا حرة وديمقراطية.

المجد والخلود لشهداء الحرية
والنصر لقضيتنا العادلة

كوباني، في 9 شباط 2025

المجلس المركزي
لحركة آزادي الكُردستاني في سوريا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى