عندما أموت؟

جان هادي بوزان
عندما أموت…؟!!…
لا تدعو من باعني
ضيوف جنازتي
لا تجعلوا من نعالهم
تدنس ظل أمنيتي وخلودي
أو تمحو طهارة أرض ميعادي…
لا تجعلوا من بكائهم مرثية
أو سمفونية ترسم سقمي
أو خلوداً يقهر وداعي
اجعلوا من صمتي لحناً
ومن نعشي الهامدعنواناً
لقدري المنحوس وقهري
اجعلوا من عظامي منارة
تشع شوقاً حنيناً وهدى ..
أو نصراً صامتاً لذرى الأسرار
أنثروا قصيدتي اليتيمة
على سفح هويتي الضائعة
زينوها بالحب والورد والهيام
لتعشق روحي زهد الحياة
لتنطق حروفي مرثية وجنون
أو كابوساً يرهق أنفاس الحساد
ليخجل من صمتها كل ساقط
كل فاسد وحاقد وسمسار
لا تجعلوا من باعني
في سوق النخاسة سلعة
لا تختاروه عزيز قوم جبار
أو قائداً بطلاً يتوج مغوار
إنه ثعلب ماكر بصفة الرجال
يبيع النخوة خلفه ثنايا الأقدار
يبيع القوت ولا يسلم من دنسهم
الوطن والمواطن وحتى الأحجار
فحظيرة خنزير نطقت الحروف وتبرئ
من فعلتهم الشائنة مستنجداً البرار
لا تجعلوا من باعني
ضيوف جنازتي
لترتاح روحي من عهرهم الساقط
ويزهر على روابي بلدي شموخاً
وتصحو الضمائر الحية…؟!!!…
ويثور النشوة يوماً ما..؟!!!…
وينهض النخوة والأجيال..؟؟!!!!…
لا تدعوا من باعني
ضيوف جنازتي
لترقد روحي بصمت
خالداً مخلداً
مع الأحرار..؟!!!….

الآراء الواردة في هذا المقال هي للكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري للحركة.
جان هادي بوزان