أخبار الحركةبيانات و توضيحات

بـيــــان

لتكن ذكرى تحرير كوباني محطة للمراجعة والتصحيح
تحلّ علينا الذكرى التاسعة لتحرير كوباني من إرهاب “داعش” حيث استبسل أهلها ومقاتلوها في الدفاع عنها، كما شكّل دعمُ التحالف الدولي وقدوم البيشمرگة ومؤازرتهم علامة فارقة ليتم تحرير المدينة ومن ثم ريفها والمناطق المحيطة بها وتتهيّأ الأرضية لتحرير المزيد من المناطق فيما بعد حتى القضاء المبرم على الكيان الداعشي الذي كان مسيطراً على مساحات واسعة داخل كل من سوريا والعراق.
وبعد دخول الجيش التركي وحلفائه من مسلحي المعارضة السورية للشمال السوري وسيطرتهم على مناطق جرابلس والباب واعزاز في 2016 ومن ثم عفرين في 2018 فتل أبيض (گري سپي) وراس العين (سَري گاني) في 2019 تشكّلت خطوط مناطق النفوذ الجديدة وما تزال تحافظ على ثباتها النسبي حتى اليوم.
ومنذ عام 2017 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها بوضوح أن المناطق المحررة من داعش تحتاج إلى إدارة يرضى عنها السكان المحليون ولا ترى فيها دول الإقليم خطراً على أمنها. ولأجل هذا الهدف جاءت الرعاية الأمريكية للحوار بين كل من أحزاب الوحدة الوطنية الكُردية (PYNK) والمجلس الوطني الكُردي (ENKS) والذي وصل إلى طريق مسدود بسبب التدخل من جانب العديد من الأطراف والخوف من تطور المنطقة الكُردية إلى حالة من الشرعية والاستقرار، كما وجدت الجهة التي تقف خلف قرار الطرف الأول (PYNK) نفسها الخاسر الأول لأن شرط نجاح الحوار وضمان تطبيق الاتفاق المنشود كان خروج عناصره من المنطقة وإنهاء تحكّمه في المفاصل العسكرية والأمنية والاقتصادية فيها، أما الطرف الثاني (ENKS) فهو الآخر بدوره أثبت – بسبب عدم امتلاكه للقرار المستقل – عدم جديته على الرغم من ادعائه بأن ذلك الحوار يشكل بالنسبة له خياراً استراتيجياً.
وفي حين يستمر التحالف الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية في التأكيد على ضرورة ترسيخ الاستقرار في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة “داعش”، فإن شروط الاستقرار في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ماتزال مفقودة، حيث يستمر حزب الاتحاد الديمقراطي في تفرّده بإدارة المنطقة وقمع كل صوت مخالف وارتكاب انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وبهذا فإن المنطقة ماتزال تشهد اضطراباً وقلقاً لدى الأهالي الذين يعانون وطأة الخوف وفقدان مقوّمات الحياة الكريمة والقلق على المصير بين مطرقة القصف التركي وسندان ممارسات الجهة المتحكمة بإدارتها. لذا فإن إعادة النظر في السياسات المتبعة مطلوبة من الجميع وفي مقدمتهم الجهة المسيطرة إدارياً وأمنياً، بما يؤدي في المحصلة وعاجلاً إلى تصحيح تلك السياسات وفكّ الارتباط بأية جهة خارجية كانت واستعادة القرار الكُردي السوري المستقل والانخراط في حوار بين أطراف تملك الجدّية واستقلالية القرار والحرص على مصلحة المنطقة وأهلها، ومن خلال ذلك إنجاز اتفاق يؤسس لإدارة تعبّر بشكل حقيقي عن رغبة ومصلحة شعبنا وتمنع الحجج التي تمهّد الطريق أمام الجارة تركيا لتقصف مناطقنا. ونرى هنا أنه لا بديل عن خروج المسلحين من تلك المناطق وتسليم إدارتها إلى سكانها الأصليين .
فلتكن ذكرى تحرير كوباني إذاً محطّةً لتقييم ومراجعة السياسات السابقة وتصويبها والتأسيس لمرحلة جديدة تخلق الأمل لدى شعبنا بحياة كريمة وأمن مستدام وتوفير بيئة انتخابية مناسبة يختار من خلالها إدارةً تعبر عنه بكافة تفاصيلها وتنال رضا واعتراف ودعم الأطراف الدولية وتؤسس لعلاقات حسن جوار مع المحيط الإقليمي أساسها المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشأن الداخلي.

في 27 كانون الثاني 2024
الهيئة القيادية لحركة البناء الديمقراطي الكُردستاني – سوريا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى