بيانات و توضيحات

رسالة آذار


إلى أبناء شعبنا الكردي في كل مكان
بحلول شهر آذار يتجدد نشاط الذاكرة الكردية، وتتجدد معها الأماني، وتتلاشى الأحزان، ويبدأ الكرد في تجديد ولائهم وانتمائهم للهوية القومية، إلى جانب تعزيز ارتباطهم بالأرض والوطن والقضية. وقد شهدت الذاكرة الكردية في هذا الشهر العديد من المحطات المحزنة إلى جانب العديد من المحطات والمناسبات المفرحة، ففي هذا الشهر كانت انتفاضة الشعب الكردي ضد سلطة الفساد والاستبداد في دمشق والتي انطلقت من القامشلي في الثاني عشر من آذار عام 2004 وعمت كل المناطق الكردية وصولا الى دمشق وحلبن وراح ضحيتها عشرات الشهداء من المدنيين إلى جانب المئات من الجرحى وأكثر من ألف معتقل ، هذه الانتفاضة التي كسرت حاجز الخوف وأيقظت في وجدان الشعب الكردي مسألة التحدي من جديد، ووضعت السلطة وأجهزتها القمعية أمام خيار التمادي في مواجهة الجماهير المنتفضة ، أو التراجع والرضوخ لإرادة المنتفضين. وبعد أربعة أعوام من الانتفاضة وفي ليلة نوروز عام 2008 استشهد ثلاثة شبان في قامشلو برصاص أجهزة استخبارات النظام على خلفية استعدادهم للقيام بإيقاد شعلة نوروز، كما يصادف يوم الثامن من هذا الشهر الذكرى الأليمة لاستشهاد كوكبة من مناضلي شعبنا في قرية برج عبدالو منطقة عفرين عام 2013 وذلك على يد مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، هؤلاء الشهداء الذين أخذوا على عاتقهم حماية علم كردستان حتى الرمق الأخير، كما يصادف ليلة الـ21 من هذا الشهر الذكرى الأولى للجريمة التي أودت بحياة كوكبة أخرى من أبناء عائلة ” بيشمرك ” في جنديرس على يد فئة مجرمة ضالة لم تسعفهم ضمائرهم المريضة في رؤية الكرد وهم يحتفلون بهذه المناسبة العزيرة على طريقتهم الخاصة، وقبل ذلك بحوالي اربعة عقود في نوروز عام 1986 وامام القصر الجمهوري بدمشق استشهد الشاب محمد سليمان ادي ليكون اول شهيد في قافلة شهداء نوروز. كما أن الثامن من آذار هو الذكرى السنوية لعيد المرأة العالمي، والذي أصبح تقليداً يحمل رمزية خاصة لدى كل القوى المحبة للحرية والسلام ويتم الاحتفاء به كل عام تقديراً للمرأة ومكانتها . ويصادف يوم الخامس عشر من هذا الشهر الذكرى الثالثة عشر لاندلاع الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة، ثورة المليون شهيد، والتي انطلقت من جنوب البلاد لتعم وتشمل كل الخارطة السورية خلال أشهر، لتضع كل المكونات السورية أمام حتمية المواجهة مع منظومة الفساد والاستبداد، والبحث عن سبل الخروج من سراديب الظلام التي واكبت مرحلة البعث الشوفيني بأي ثمن.
ولا ينبغي لنا ان ننسى أو نتناسى ما جرى من عملية استلام وتسليم لمنطقة عفرين في الثامن عشر من اذار عام 2018 والذي جاء وفق اتفاقات وقف التصعيد، وتقسيم سوريا عملياً الى مناطق نفوذ لتخضع بموجبها منطقة عفرين للنفوذ التركي، ويصارلاحقاً الى اطلاق يد الفصائل السورية المسلحة لتعبث بمقدرات عفرين عبر عمليات الخطف والقتل والسلب والنهب دون اي رادع أخلاقي، وفي الحادي والعشرين من هذا الشهر يحل علينا عيد نوروز ، عيد السلام والحرية، ويخرج أبناء شعبنا الكردي في هذا اليوم صغاراً وكباراً لمعانقة الطبيعة مع انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، والاحتفال بهذه المناسبة القومية المجيدة وفق طقوسهم الخاصة. لهذا ندعو أبناء شعبنا الكردي في الوطن والشتات إلى التحلي بالصبر وتجاوز الأحزان وإحياء هذه المناسبات بالشكل الذي يليق بها ، لأن طريق الحرية بات معروفاً، ولا خيار لنا إلا مواصلة النضال والمضي في دروب الحرية.
في الـ 7 من آذار 2024
الهيئة القيادية
لحركة البناء الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى