
حركة البناء الديموقراطي الكُردستاني – سوريا:
بالترافق مع التهديدات التركية تواصل الفصائل العسكرية المنضوية في إطار ما يسمى “الجيش الوطني” التابعة ل “لائتلاف الوطني” والمدعومة من تركيا تحضيراتها وتحشد المزيد من قواتها لشن عملية عسكرية على مناطق نفوذ قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في منطقة كوباني للسيطرة عليها وعلى كامل الشريط الحدودي.
إن هذا التوجه الخطير وفي هذا المرحلة الحساسة التي تتحضّر فيها مكونات سوريا المختلفة عبر نخبها للحوار حول مستقبل بلدهم بعد حقبة البعث المظلمة وسقوط نظام الاستبداد، بحجة وجود عناصر العمال الكردستاني التركي ليس فقط يزيد الهوة بين مكونات الشعب السوري، بل يشكل خطرا على العملية السياسية المأمولة التي يتطلع السوريون إلى إنجازها. كذلك فإن إعلان الحرب على هذه المناطق التي تحتوي على العديد من المراكز التي يُحتجَز فيها الآلاف من عناصر تنظيم داعش الإرهابي من بينهم العشرات من القيادات الخطيرة قد يؤدي إلى فرار هؤلاء المتطرفين ما يشكل خطرا على أمن المنطقة بشكل عام. ونحن إذ ندين هذه التهديدات نرى أنها تشكل انتهاكاًصارخاً للمواثيق والقوانين الدولية، وتهديداً لأمن وسلامة المدنيين، وإعادةً للمنطقة إلى دوامة العنف والصراعات.
ومن جهة أخرى فإن دخول هذه الفصائل مرفوض مطلقاً من جانب سكان المنطقة، فهي قد فشلت في إدارة مناطق عفرين وسريكاني وتل أبيض والشهباء، ونشرت فيها الرعب والفوضى والفساد والسرقات والخطف والأتاوات ..إلخ.
إننا في حركة البناء الديموقراطي الكوردستاني – سوريا، في الوقت الذي ندعو الحكومة الجديدة في دمشق إلى التحرك وتحمّل مسؤولياتها في حلّ جميع هذه الفصائل ومنعها من فتح معارك جانبية، واعتماد لغة الحوار سبيلاً لحل الخلافات بين السوريين، ندعو كلاً من تركيا وحزب العمال الكُردستاني إلى حل خلافاتهما بعيدا عن الساحة السورية، كما ندعو كافة كوادر العمال الكردستاني من غير السوريين إلى مغادرة مناطق كوردستان سوريا وسحب الذرائع التي من شأنها تكرار مأساة عفرين وغيرها من جديد.
وإذ ندعو المجتمع الدولي وقوات التحالف بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص إلى التدخل ومنع حصول كارثة جديدة بحق الشعب الكُردي في سوريا، خاصة وأن كوباني المستهدفة تعتبر رمزاً خالداً في ذاكرة البشرية جمعاء إذْ منها بدأ مشروع الإرهاب الداعشي بالانحسار ومن ثم الانهيار، فإننا ندعو في هذه المرحلة الحساسة القوى السياسية الكُردية الموجودة على الأرض إلى التحاور والاتفاق على مرجعية كُردية تكون أساساً لتوحيد الصف الكُردي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، مؤكدين على أن لا مكان للخلافات البينية أمام الأخطار التي تهدد الوجود، وفي الوقت ذاته نتوجه إلى قيادة «قسد» بضرورة المبادرة إلى تهيئة الأرضية والعمل عاجلاً على منع الذرائع التي تتحجج بها القوى المتربصة بشعبنا وإعلان القطيعة التامة مع تنظيم حزب العمال الكُردستاني وإخراج جميع عناصره المتبقين داخل الحدود السورية ومنع أي نشاط لهم ولأنصارهم داخل بلدنا.
كما ندعوا أهلنا الغيارى في كوباني وكل المناطق المستهدفة البقاء في بيوتهم وعدم مغادرتها والتشبث بأرضهم.
19 كانون الأول 2024
المكتب التنفيذي
لحركة البناء الديموقراطي الكُردستاني – سوريا