أخبار الحركةبيانات و توضيحات

قراءة في المشهد السياسي في سوريا ومحيطها الاقليمي

حركة البناء الديمقراطي الكردستاني – سوريا

قراءة في المشهد السياسي في سوريا ومحيطها الاقليمي

وفق تراتبية سياسية محددة نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في سعيها في التحكم بوجهة الصراع الجيوسياسي الجاري منذ عقود بين اسرائيل من جهة وإيران من جهة اخرى، واستطاعت أن تحول دون تطورها الى حرب إقليمية شاملة، لكنها في الوقت ذاته استمرت في دعمها اللوجستي لاسرائيل بغية ابقائها متفوقة على كل دول المنطقة، في الوقت ذاته افسحت المجال أمام اسرائيل لمواصلة عملياتها الجوية المركزة على المواقع القيادية لحزب الله وحركة حماس والقضاء على القيادات السياسية والميدانية الموالية لإيران في كل من لبنان وقطاع غزة وغيرها من المواقع، وهي استراتيجية مارستها تركيا ضد كوادر حزب العمال الكردستاني في كل من سوريا والعراق خلال الأعوام القليلة الماضية، فالادارة الامريكية بحكم تصدرها لاهم موقع سيادي عالمي دون منازع باتت تدرك أن الاجتياح البري غير المحدود ستكون له تبعات سياسية قد تضر بمستقبل المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الاوسط، فتبعات الصراع الاستراتيجي الجاري على هذه المنطقة باتت واضحة للعيان سيما بعد بروز التنين الصيني كقوة عالمية منافسة، ويجدر الإشارة إلى ان الإدارة الامريكية لم تقطع علاقاتها السرية مع إيران وذلك منذ قدوم الخميني الى ايران عام ١٩٧٩ وحتى الان، تيمنا منها بأنه سيكون لإيران دور محوري في سياق الصراع القائم على طرق التجارة العالمية خصوصأ بعد الاعلان الصيني عن مشروع الحزام والطريق والذي سيساهم في دعم البنية التحتية لاكثر من ٦٠ دولة. بدورها أدركت إيران أن استراتيجية الاعتماد على الاذرع الميليشاوية لم تعد تجدي في ظل التدخلات الدولية الواسعة النطاق في منطقة الشرق الاوسط، وهذا ما جعل إيران تعيد حساباتها الاستراتيجية في سياق دعمها لمفهوم اللادولة كما حصل في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، لهذا قد تدير إيران بوصلة خطابها السياسي ولو إلى حين.
فالحرب الجارية بين اسرائيل وايران ستبقى محدودة وربما ستطال مجمل الاذرع الايرانية في البلدان العربية الآنفة الذكر، وسيكون من نتائجها الأولية تراجع إيران إلى الداخل الإيراني والاكتفاء بالدفاع عن حدودها السياسية من داخل ايران، كما ينبغي على إيران أن تعيد النظر في موقفها من امريكا والغرب وإعادة صياغة استراتيجيتها الإقليمية والدولية، والانخراط لاحقا في المجتمع الدولي كخيار لا بد منه، والا ستكون عرضة لتغيرات سياسية قد تطال نظامها السياسي القائم برمته، على العموم يمكن اعتبار هذه الحرب شكلا جديدا من الحروب يجري التحكم بتفاصيلها من بعيد، وستفرض وقائع سياسية جديدة لا تقل أهمية عن نتائج الحروب العالمية التقليدية التي جرت في العقد الماضي، وستفسح المجال أمام تحولات سياسية هائلة من شأنها إعادة صياغة واقع الشرق الأوسط وفسح المجال امام تطبيع عربي اسرائيلي، وسيكون من أبرز عناوينها الحفاظ على أمن اسرائيل من جهة وأمن الخليج العربي وباقي الدول العربية البعيدة عما يسمى بمحور المقاومة من جهة أخرى.

من جهة ٱخرى يشهد الشارع الانتخابي في إقليم كردستان العراق نشاطا دعائيا ملحوظا، استعدادٱ للانتخابات البرلمانية التي ستحري في العشرين من شهر تشرين ٱول الجاري. وقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إنطلاق الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق مع بداية تشرين الأول 2024 على أن تنتهي في 15 منه.
يذكر أن الإقليم قد دخل في مرحلة فراغ انتخابي بعد إعلان المحكمة الإتحادية العراقية في بغداد في نهاية أيار 2023 بطلان قانون تمديد برلمان كردستان الذي تم إقراره من قبل البرلمان ذاته. وتجدر الإشارة إلى أن مجريات الدعاية الإنتخابية تجري في أجواء سياسية وإقتصادية متأزمة وذلك على مستوى توجهات الشارع الإنتخابي، منها على سبيل المثال لا الحصر مستقبل العلاقة بين أربيل وبغداد وأثرها على رواتب الموظفين، وكذلك علاقة الإقليم مع الجارتين إيران وتركيا، وتقلبات العلاقة بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني.
ويشير بعض المحللين على أن هذه الأزمات قد تلقي بظلالها على نسبة الإقبال على الإنتخابات، إلا أن الوقائع تشير بأن الديمقراطي الكردستاني سيحافظ على المرتبة الأولى كسابق عهده لكن ربما بأغلبية ضئيلة وهذا قد يضع الحزب أمام خيار التخلي عن أحد المواقع السيادية المتمثلة في رئاسة الإقليم أو ربما رئاسة الحكومة.

في ٦ – ١٠ – ٢٠٢٤
المكتب التنفيذي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى